ما هي أشكال التنمُّر؟
يمكن أن نميز من أشكال التنمر، ما يلي:
1. التنمُّر اللفظي:
يتضمن الشتائم أو المضايقة أو الاستهزاء أو استخدام لغة التهديد لتخويف الضحية أو إذلالها.
2. التنمُّر الجسدي:
يشمل أي شكل من أشكال الأذى الجسدي أو العدوان مثل الضرب أو اللكم أو الركل أو الدفع أو إتلاف الممتلكات.
3. التنمُّر الاجتماعي:
يتضمَّن التلاعب بالعلاقات ونشر الشائعات والإقصاء الاجتماعي، أو التنمُّر من خلال الإنترنت للإضرار بسمعة شخص ما أو مكانته الاجتماعية.
4. التنمُّر من خلال الإنترنت:
التنمُّر من خلال الوسائل الإلكترونية مثل وسائل التواصل الاجتماعي أو الرسائل النصية أو رسائل البريد الإلكتروني أو المنتديات من خلال الإنترنت، يشمل ذلك التحرش أو نشر الشائعات أو نشر صور أو مقاطع فيديو محرجة أو انتحال شخصية الضحية من خلال الإنترنت.
5. التنمُّر العنصري:
استهداف شخص ما على أساس العرق أو الجنسية من خلال الملاحظات المهينة أو الافتراءات العنصرية أو الإجراءات التمييزية.
6. التنمُّر الاقتصادي:
استهداف شخص ما على أساس وضعه الاجتماعي والاقتصادي من خلال الاستبعاد أو السخرية من وضعه المالي.
7. التنمُّر الخفي:
هذا النوع من التنمُّر أكثر دقة وغالباً ما يتضمَّن التلاعب أو الاستبعاد أو نشر الشائعات عن الضحية، وهذا يجعل اكتشافه أكثر صعوبة.
8. التنمُّر في مكان العمل:
التنمُّر الذي يحدث في بيئة مهنية، ويتضمن سلوكات، مثل التقليل من شأن عمل زميل أو سمعته أو تقويضه أو تخريبه.
9. التنمُّر بين الأشقَّاء:
التنمُّر الذي يحدث بين الأشقَّاء، والذي يتضمَّن الاعتداء الجسدي، أو المضايقة، أو التلاعب داخل الأسرة.
10. التنمُّر على الذات:
يُعرف أيضاً بالنقد الذاتي أو إيذاء النفس، ويحدث عندما ينخرط الأفراد في حديث سلبي مع أنفسهم أو عزلة شخصية أو سلوكات ضارة تجاه أنفسهم، بسبب مشاعر عدم الكفاءة أو عدم القيمة.
تأثير التنمر في الصحة النفسية للمراهق:
1. الاكتئاب:
يؤدي التنمُّر إلى مشاعر الحزن واليأس، وهذا يساهم في تطور الاكتئاب لدى المراهقين، وقد يعاني الضحايا من انخفاض مستمر في الحالة المزاجية، وفقدان الاهتمام بالنشاطات التي كانوا يستمتعون بها من قبل، وصعوبة في النوم أو التركيز.
2. اضطرابات القلق:
يؤدي التعرُّض للتنمُّر إلى إثارة اضطرابات القلق أو تفاقمها، مثل اضطراب القلق العام (GAD)، أو اضطراب القلق الاجتماعي (SAD)، أو اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، وقد يعاني الضحايا من مستويات عالية من الخوف والقلق وسلوك التجنب رداً على التنمُّر.
3. تدنِّي احترام الذات:
يؤدي التنمُّر المستمر إلى تآكل تقدير المراهق لذاته، وهذا يؤدي إلى الشعور بالنقص والشك في الذات والنقد الذاتي، ويؤثر ذلك في جوانب مختلفة من حياتهم مثل الأداء الأكاديمي والعلاقات والتطلعات المستقبلية.
4. العزلة والوحدة:
قد ينسحب ضحايا التنمُّر من التفاعلات الاجتماعية خوفاً من مزيد من المضايقات أو الرفض، وهذا يؤدي إلى الشعور بالوحدة والعزلة، وهذا الانسحاب الاجتماعي يؤدي إلى تفاقم مشاعر الاكتئاب والقلق.
5. أعراض الإجهاد ما بعد الصدمة:
قد يصاب المراهقون الذين تعرضوا للتنمُّر بأعراض اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، مثل الذكريات المتطفلة، وذكريات الماضي، واليقظة المفرطة، والخدر العاطفي، وتستمر هذه الأعراض لفترة طويلة بعد انتهاء التنمُّر، وهذا يؤثر في صحتهم وأدائهم عموماً.
6. الضعف الأكاديمي:
يتداخل التنمُّر مع الأداء الأكاديمي للمراهق والتحاقه بالمدرسة بسبب مشاعر الخوف أو القلق أو الاكتئاب، وقد يواجه الضحايا صعوبة في التركيز في الفصل أو إكمال الواجبات أو المشاركة في النشاطات، وهذا يؤدي إلى ضعف التحصيل الأكاديمي والتأثير السلبي في الفرص المستقبلية.
7. اضطرابات الأكل:
يساهم التنمُّر في تطور اضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية العصبي، والشره المرضي العصبي.
العلاقة بين التنمُّر وانخفاض الأداء الدراسي لدى المراهقين:
1. بيئة التعلم المضطربة:
قد ينظر المراهقون الذين يتعرضون للتنمر إلى المدرسة على أنَّها بيئة غير آمنة أو معادية، وهذا التصور يقلِّل قدرتهم على التركيز على المهام الأكاديمية، والمشاركة في المناقشات الصفية، والتفاعل مع المعلمين والأقران، وكلها أمور ضرورية للنجاح الدراسي.
2. التغيب عن المدرسة:
قد يتغيَّب ضحايا التنمُّر عن المدرسة في كثير من الأحيان لتجنُّب معذبيهم، وهذا يؤدي إلى زيادة التغيُّب عن المدرسة، ويرتبط التغيُّب المزمن ارتباطاً وثيقاً بانخفاض التحصيل الأكاديمي، فيفقد الطلاب تعليماً قيِّماً، والتفاعلات في الفصل الدراسي، وفرص التعلم وتنمية المهارات.
3. استراتيجيات التكيف السلبية:
قد يلجأ بعض المراهقين الذين يتعرضون للتنمُّر إلى آليات التكيُّف السلبية، مثل تعاطي المخدرات، أو إيذاء النفس، أو الانسحاب من التفاعلات الاجتماعية، وتؤدي هذه السلوكات إلى تفاقم الآثار النفسية للتنمُّر، وتقلِّل أيضاً من الوقت والطاقة التي يمكن تخصيصها للمساعي الأكاديمية.
4. ضعف الأداء الإدراكي:
يؤدي الإرهاق المزمن الناتج عن التنمُّر إلى إضعاف الأداء الإدراكي، ومن ذلك الذاكرة والانتباه ومهارات حل المشكلات، ويعوق هذا الضعف الإدراكي قدرة الطلاب على فهم المعلومات الجديدة والاحتفاظ بها، وإكمال الواجبات، والأداء الجيِّد في الامتحانات، وهذا يؤدي إلى انخفاض الأداء الأكاديمي.
5. التأثير في المناخ المدرسي:
يمكن لثقافة التنمُّر المنتشرة أن تؤثر سلباً في المناخ المدرسي العام، وهذا يعزز جواً من الخوف وعدم الثقة والعداء، وفي مثل هذه البيئات قد يشعر الطلاب بالتردد في طلب المساعدة من المعلمين أو الإداريين، وهذا يعوق قدرتهم على مواجهة التحديات الأكاديمية أو تلقِّي الدعم اللازم.
6. العواقب طويلة الأمد:
تمتدَّ آثار التنمُّر على الأداء الأكاديمي إلى ما بعد مرحلة المراهقة، وهذا قد يؤثر في التحصيل العلمي وآفاق العمل والرفاهية مدى الحياة، وقد تؤدي الصراعات الأكاديمية المستمرة الناتجة عن التنمُّر إلى الحدِّ من فرص التعليم العالي والتوظيف والتقدم الاجتماعي والاقتصادي في مرحلة البلوغ.
شاهد بالفيديو: أعراض التنمر المدرسي وعلاجها
العلاقة بين التنمر وتدهور الحياة الاجتماعية لدى المراهقين:
1. مشكلات الثقة:
قد يصاب المراهقون الذين يتعرضون للتنمُّر بمشكلات ثقة، وهذا يجعل من الصعب عليهم تكوين صداقات جديدة أو الحفاظ على العلاقات القائمة، وإنَّ خيانة الثقة من قبل الأقران أو الشخصيات ذات السلطة التي تفشل في التدخل بفاعلية، تؤدي إلى تآكل ثقة المراهقين في الآخرين وقدرتهم على إقامة علاقات ذات معنى.
2. الانسحاب الاجتماعي:
غالباً ما ينسحب ضحايا التنمُّر من التفاعلات الاجتماعية لتجنُّب مزيد من المضايقات أو الإذلال، ويؤدي هذا الانسحاب الاجتماعي إلى الشعور بالوحدة والعزلة والاغتراب، فقد ينظر المراهقون إلى أنفسهم على أنَّهم مختلفون أو لا يستحقون قبول الأقران، وهذا يعوق قدرتهم على تنمية شبكات اجتماعية داعمة.
3. تصورات الأقران السلبية:
يؤثر التنمُّر في كيفية رؤية المراهقين لأنفسهم وللآخرين ضمن مجموعة أقرانهم، فقد يشعر الضحايا بأنَّهم ضعفاء أو غير شعبيين أو لا يستحقون الصداقة، في حين قد تتطور لدى الآخرين اللامبالاة تجاه أقرانهم الذين يعانون من التنمُّر، وهذا يساهم في ثقافة الإقصاء الاجتماعي والنبذ.
4. الصداقات المضطربة:
يؤدي التنمُّر إلى توتر الصداقات القائمة أو يؤدي إلى تفكك الروابط الاجتماعية، وقد يشعر أصدقاء الضحايا بالتضارب أو العجز عن التدخل، في حين قد يضغط المتنمِّرون على أقرانهم لاختيار أحد الجانبين أو المشاركة في سلوكات التنمُّر، وهذا يتسبَّب في حدوث انقسامات وكسور داخل مجموعات الأقران وهدم الثقة والتضامن بين الأصدقاء.
5. رفض الأقران:
قد يواجه المراهقون الذين يُنظر إليهم على أنَّهم مختلفون أو ضعفاء بسبب تجارب التنمر، الرفضَ أو الاستبعادَ من مجموعات الأقران، وإنَّ الخوف من الارتباط بالضحايا أو أن يصبحوا أنفسهم أهدافاً، يجبر الأقران على الابتعاد عن أنفسهم، وهذا يؤدي إلى إدامة التسلسل الهرمي الاجتماعي القائم على السلطة والشعبية والامتثال.
6. المقارنة الاجتماعية واحترام الذات:
غالباً ما يؤدي التنمُّر إلى تعزيز بيئة المقارنة الاجتماعية، فيقيس المراهقون قيمتهم ومكانتهم مقارنة بأقرانهم، ويمكن للمقارنة المستمرة أن تغذِّي مشاعر النقص أو الدونية أو عدم الأمان، خاصة بين الضحايا الذين قد يستوعبون ردود الفعل السلبية أو الانتقادات من المتنمِّرين، وهذا يؤدي إلى تناقص احترام الذات والتردد في الانخراط اجتماعياً.
7. الصراع بين الأشخاص:
يؤدي التنمُّر إلى تصعيد الصراع بين الأشخاص والعداء بين المراهقين، وهذا يزيد التوتر والاستياء والعداء داخل العلاقات بين الأقران، ويؤدِّي انهيار التواصل والتعاطف والاحترام المتبادل إلى تصعيد الصراعات، وهذا يزيد من تدهور العلاقات الاجتماعية وتقليل تماسك المجموعة.
لماذا يتعرض المراهقون للتنمُّر؟
1. المظهر الجسدي:
قد يُستهدَف المراهقون بسبب مظهرهم الجسدي، بسبب عوامل مثل الوزن أو الطول أو ملامح الوجه أو اختيارات الملابس، وإنَّ أي انحراف عن المعايير المجتمعية للجاذبية، يجعلهم للأسف هدفاً للتنمُّر.
2. الحالة الاجتماعية:
قد يصبح المراهقون الذين يُنظر إليهم على أنَّهم غير محبوبين أو محرجين اجتماعياً أو يفتقرون إلى المهارات الاجتماعية، ضحايا للتنمر ويشمل ذلك النبذ من الفئات الاجتماعية أو التعرض للسخرية والاستبعاد.
3. الأداء الأكاديمي:
قد يتعرض الطلاب المتفوقون أكاديمياً للتنمُّر من أقرانهم الذين يشعرون بالتهديد أو عدم الأمان بشأن قدراتهم الأكاديمية، وبخلاف ذلك، فإنَّ أولئك الذين يعانون أكاديمياً قد يواجهون أيضاً السخرية والمضايقة.
4. العرق والثقافة:
قد يواجه المراهقون من خلفيات عرقية أو ثقافية أقلية التنمُّر على أساس التحيُّز العنصري أو الصور النمطية الثقافية، ويظهر التمييز وكراهية الأجانب في شكل إساءة لفظية أو مضايقة أو استبعاد من النشاطات الاجتماعية.
5. الإعاقة أو الاحتياجات الخاصة:
المراهقون ذوو الإعاقة أو الاحتياجات الخاصة أكثر عرضة لخطر التنمُّر بسبب الاختلافات الملحوظة في القدرات الجسدية أو المعرفية، ويشمل ذلك السخرية أو المضايقة أو الاستبعاد من النشاطات.
6. الغيرة والاستياء:
ينبع التنمُّر في بعض الأحيان من الغيرة أو الاستياء تجاه المراهق الذي يُنظر إليه على أنَّه يمتلك شيئاً مرغوباً فيه، مثل الشعبية أو الموهبة أو الممتلكات المادية.
7. المشكلات العائلية:
قد يكون المراهقون الذين يعانون من اضطراب أو خلل وظيفي داخل أسرهم أكثر عرضة للتنمُّر، وتؤثر البيئات المنزلية المجهدة، والإهمال، وسوء المعاملة، أو تعاطي الوالدين للمخدرات في احترام المراهق لذاته ومرونته، وهذا يجعله أكثر عرضة للتنمُّر.
في الختام:
يجب ألا نخجل من الحقائق والتعقيدات غير المريحة التي تواجهنا، وبدلاً من ذلك، دعونا نغتنم الفرصة للوقوف متضامنين مع أولئك الذين أُسكِتوا أو هُمِّشوا أو نُبذوا، وندعمهم في السعي لتحقيق العدالة والمساواة.
أضف تعليقاً